من شِعرها في رثاء أبيها (صلى الله عليه وآله ) :
قالت (سلام الله عليها ) بعد ان اخذت قبضة من تراب قبره الشريف:
ماذا عَلَى الْمُشْتَمِّ تُرْبَةَ اَحْمَد اَنْ لا يَشَمَّ الزَّمانِ غَوالِيا
قُلْ لِلْمُغيَّبِ تَحْتَ اَثْوابِ الثَّرى اِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتى وَنِدائيا
صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبُ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا
قَدْ كُنْتُ ذاتَ حِمىً بِظِلِّ مُحَمَّد لا اَخْشَ مِنْ ضَيْم وَكانَ حِمالِيا
فَالْيَوْمَ اَخْضَعُ لِذَّليلِ وَاَتَّقى ضَيْمى وَاَدْفَعُ ظالِمى بِرِدائيا
فَاِذا بَكَتْ قُمْرِيَّةٌ فى لَيْلِها شَجَناً عَلى غُصْن بَكَيْتُ صَباحِيا
فَلاََجْعَلَنَّ الْحُزْنَ بَعْدَكَ مُونِسى وَلاََجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فيكَ وِشاحيا
و لها (عليها السلام ) و قد لحقت أمير المؤمنين (عليه السلام ) بعدما أخرجوه ملببا بحمائل سيفه فلم تتمكن فعدلت الى قبر أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاشارت اليه بحرقة و نحيب قائلة:
نفسي على زفراتها محبوسة ** يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة و انما ** أبكي مخافة أن تطول حياتي
ولها (عليها السلام ) و قد برح بها الشوق لرؤية أبيها وهي التي لم تكن تطيق فراقه:
قل صبري و بان عني عزائي ** بعد فقدي لخاتم الانبياء
عين يا عين اسكبي الدمع سمحاً ** ويك لا تبخلي بفيض الدماء
يا رسول الاله يا خيرة الله ** و كهف الأيتام و الضعفاء
لو ترى المنبر الذي كنت تعلوه ** قد علاه الظلام بعد الضياء
و قالت (صلوات الله و سلامه عليها ) مخاطبة أباها بعد ان عادت من خطبتها الكبرى تمضغ الالم و تتجرع الحسرة:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها ** واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
تجهمتنا رجال واستخف بنا ** بعد النبي وكل الخير مغتصب
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا ** فغبت عنا فكل الخير محتجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء به ** عليك تنزل من ذي العزة الكتب
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد ** من البرية لا عجم ولا عرب
سيعلم المتولي ظلم حامتنا ** يوم القيامة انى سوف ينقلب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت ** لنا العيون بتهمال له سكب